الساد

 

إن مرض الساد هو مرض شائع للغاية، يصاب به ما يزيد على 50% من الناس الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً في المملكة المتحدة، وترتفع هذه النسبة إلى 75% لدى الناس الذين تزيد أعمارهم على 85 عاماً. ورغم أن مرض الساد يكون أكثر شيوعاً لدى كبار السن، إلا أن الرضع والأطفال الصغار معرضون أيضاً للإصابة به.

ما هو الساد؟

الساد هو إعتام ضبابي في العدسة الموجودة داخل العين، والتي تلعب دوراً أساسياً في الرؤية، بمساعدتنا على التركيز على الأجسام القريبة أو البعيدة. وإعتام هذه العدسة الطبيعية يؤدي إلى تشتت أشعة الضوء وعرقلة الرؤية عادة ما يتزايد الساد تدريجياً ويطال كلتا العينين. وأحياناً يتزايد في إحدى العينين بمعدل أسرع من الأخرى. وتشمل أعراض الساد ما يلي:

  • رؤية ضبابية أو مشوشة، يشبهها البعض بالنظر عبر الزجاج المسنفر، أو كلوحة من الفن الانطباعي.
  • فقدان البصر تدريجياً ودون ألم
  • رؤية الألوان بدرجة أبهت من المعتاد

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الساد؟

رغم أن تقدم العمر هو العامل الأكثر شيوعاً وراء نشأة الساد، تؤدي الأسباب التالية إلى زيادة خطر الإصابة به:

  • فرط التعرض لأشعة الشمس

  • التدخين

  • فرط تناول المشروبات الكحولية

  • مرض السكر

  • تناول السيترويدات بشكل مستمر. وتستخدم هذه العقاقير طبياً لعلاج أمراض المناعة الذاتية، منها الربو، والتهاب المفاصل. كما تزيد الستيرويدات التي تستخدم كمنشطات لرياضة كمال الأجسام من خطر الإصابة بالساد.

  • سوء التغذية

  • تعرض العين لصدمة قوية

كما تصاب النساء أيضاً بالساد بشكل أكثر من الرجال. كما يمكن أن يتوارث الساد عبر أفراد العائلة، ما يعني أنه إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى يعاني من الساد، فاحتمال إصابتك بالساد عند التقدم في العمر يكون أعلى. الإصابة بالساد أثناء الطفولة يكون أقل شيوعاً، ومع ذلك، يمكن أن يحدث بسبب العوامل التالية:

  • عوامل وراثية مثل متلازمة داون

  • مشكلة وراثية موروثة عن أحد الوالدين

  • أنواع محددة من العدوى التي تصاب بها الأم أثناء الحمل، كالحصبة الألمانية وجديري الماء

  • تعرض العين لصدمة بعد الولادة

كيف يتم تشخيص الساد؟

سوف يقوم أخصائي البصريات بعمل سلسلة من الاختبارات البصرية لاكتشاف إذا ما كنت تعاني من الساد. إذا اشتبه أخصائي البصريات في إصابتك بالساد الذي يتطلب العلاج، سوف يقوم بإحالتك إلى طبيب عيون متخصص. ومن ثم، سوف يقوم طبيب العيون المتخصص بتقرير إذا ما كانت حالتك تستدعي التدخل الجراحي – وهو العلاج الوحيد المعروف للساد.

أما الرضع فيتم فحصهم خلال الأيام الثلاثة الأولى التالية للولادة، ثم مرة أخرى بعمر 6 إلى 8 أسابيع. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد يعاني الأطفال من الساد في وقت لاحق. لذا، من الضروري طلب المشورة إذا كانت تساورك أية شكوك حول صحة عيني طفلك أو قدرته على الإبصار.

كيف يمكن أن تؤثر الإصابة بالساد على الحياة؟

لا تؤثر الإصابة الطفيفة بالساد على الحياة اليومية، لكن في النهاية سوف تتزايد الحالة سوءً وقد تتطلب التدخل الجراحي. ويصاب مختلف الناس بدرجات متفاوتة من الساد، فقد تجد أنك قادر على السيطرة على الأعراض لفترة طويلة قبل أن يصبح التدخل الجراحي خطوة ضرورية. وبسبب تأثير الساد على الرؤية، يجب أخذ احتياطات ضرورية عند القيادة في ظل الإصابة به.

ولتتمكن من الاستمرار في القيادة، يجب أن تتمكن من تحقيق معايير الرؤية المطلوبة للقيادة – عليك مراجعة الموقع الإلكتروني لهيئة رخص السوق والمركبات، أو الاتصال بها مباشرة لمعرفة آخر القوانين المستجدة. وقد يتمكن أخصائي البصريات أيضاً من مساعدتك.

ما هو علاج الساد؟

لا توجد أدوية أو قطرات قد أثبتت فاعلية في علاج الساد. العلاج الوحيد المتوفر هو الجراحة. وتعد جراحات علاج الساد الجراحات الأكثر شيوعاً في المملكة المتحدة، ونسبة نجاحها عالية. وسوف يتمن أخصائي البصريات من تحديد إذا ما كان هذا العلاج مناسب لك أم لا.

في حال كانت الجراحة العلاج الأنسب لك، يظل القرار النهائي لك في الخضوع للجراحة أو عدمه. وقد تقرر إرجاء العملية لفترة من الوقت، لكن يتوجب عليك الحرص على المتابعة المنتظمة مع أخصائي العيون

ما الذي يحدث أثناء جراحة الساد؟

تستمر جراحة علاج الساد لمدة 30 إلى 45 دقيقة، وعادة ما يتم إجراؤها تحت تأثير المخدر الموضعي، حتى لا تكون نائماً تماماً أثناء الجراحة. وعادة ما يتم السماح بالعودة إلى المنزل في نفس يوم الجراحة. ويقوم الجراح بعمل شق صغير في غلاف الرقيق المحيط بعدسة العين، ثم يقوم بإزالة العدسة المعتمة. ويتم استبدالها بعدسة شفافة من البلاستيك. ويساعد تقييم ما قبل الجراحة في تحديد نوع ا لعدسة الأنسب لك.

وإذا كنت ترتدي نظارات قبل الجراحة، قد لا تعود بحاجة إليها فيما بعد، أو قد تحتاج لإجراء فحص جديد للحصول على العدسات الجديدة المناسبة لك أما إذا كنت تحتاج لإجراء جراحة علاج الساد في كلتا العينين، فعلى الأرجح سوف تخضع لجراحتين؛ كلٍ في يوم مختلف.

وعادة ما تتراوح المدة الفاصلة بين كلتا الجراحتين بين 6 إلى 12 أسبوع. وخلال الأيام القليلة التالية للجراحة، قد تشعر بحبيبات أو احمرار في العين، مع رؤية ضبابية قليلاً. وقد يستمر ذلك إلى 4 إلى 6 أسابيع. لذلك، سوف تحتاج إلى استخدام قطرات للعين، مع الالتزام بالحرص والعناية الفائقة بالعين التي تمت فيها الجراحة.

الخطوات التالية

  • أحرص على فحص عينيك بانتظام لدى أخصائي البصريات لاكتشاف الإصابة بالساد في مرحلة مبكرة، أو لتعديل وصفة نظارتك الطبية إذا تطلب الأمر، أو لإحالتك إلى طبيب العيون المتخصص، إذا دعت الحاجة.

  • إذا كنت تعاني من الساد، ارتدي النظارات الشمسية عند التواجد خارج المنزل أو في الإضاءة الشديدة داخل مكان مغلق. وتأكد من أنك ما زلت تستطيع القيادة. 

  • فكر في الخضوع للجراحة لعلاج الساد. سوف يتمكن طبيب العيون من تزويدك بمزيد من المعلومات حول العملية الجراحية.